أصبح مصطلح “تأثير أمازون” يُستخدم لوصف نجاح موقع “أمازون” الذي أدى إلى تحسين ممارسات البيع بالتجزئة وتوقعات العملاء سواء عبر الإنترنت أو بعيدًا عن ذلك، في هذا السياق نشرت “إنتربرنور” تقريرًا يتضمن توقعات خاصة بالتغييرات التي ستطرأ على التجارة الإلكترونية في 2019 بسبب ذلك المصطلح.
كان موقع “أمازون” بحلول منتصف عام 2018 مساهمًا بنحو 50% من مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أسهم بـ 5% من إجمالي المبيعات عبر الإنترنت وخارج الإنترنت، وأصبح المدير التنفيذي للشركة جيف بيزوس أغنى رجل في العالم.
فما معنى “تأثير أمازون” إذن؟
– يعتمد معنى هذا المصطلح على نوع الصناعة لكنه بشكل عام يُشير إلى التحديات التي تواجهها العديد من المتاجر خاصة المتاجر الواقعية عندما تتنافس مع موقع “أمازون”.
– يرجع ذلك إلى الخيارات الكثيرة التي يقدمها متجر “أمازون” عبر الإنترنت من شحن سريع وأسعار منخفضة وميزة إرجاع المشتريات إلى الشركة مجانًا.
– هذا بالإضافة إلى الكثير من المميزات التي تخلق توقعات عالية من جانب المستهلكين تجاه أي تاجر يبيع بالتجزئة ويريد أن ينافس “أمازون”.
– تشير الدراسات إلى أن نجاح “أمازون” أدى إلى إغلاق بعض الشركات، إلا أن شركات أخرى تمكنت من علاج “تأثير أمازون” بطريقة مبتكرة وفعالة لتحافظ على بقائها.
– بذلك يكون “تأثير أمازون” سببًا في جعل قطاع البيع بالتجزئة في حالة تغير مستمر.
– لا تؤثر هذه الظاهرة على شركات التجارة الإلكترونية فحسب، ولكنها تؤثر أيضًا على مزودي الخدمات وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية لقطاع التجارة.
قطاع الخدمات اللوجيستية سوف يصبح أكثر تنافسية
– تعد شبكة التوصيل التابعة لأمازون ظاهرة لوجيستية تتيح توصيل أية سلعة استهلاكية إلى المستهلك في غضون أيام أو ساعات.
– يواجه مزودو الخدمات في قطاع التجارة الإلكترونية ضغطًا كبيرًا لمنافسة “أمازون” في السرعة والكفاءة.
– وجدت دراسة أُجريت عام 2018 أن 43% من المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع توقعوا “تسليم المشتريات أسرع بكثير” خلال ذلك العام مقارنة مع 2017.
– من المتوقع أن تتجه المزيد من شركات التجارة الإلكترونية إلى برامج خدمات التوصيل لمطابقة أو تجاوز أداء “أمازون” في التسليم خلال عام 2019، وذلك لتلبية توقعات المستهلك.
الأولوية للجوالات
كان على العاملين في قطاع التجارة الإلكترونية التفكير في مستخدمي الجوال.
لكن في 2019 من المحتمل أن يضطروا إلى منح تطبيقات الجوال الأولوية على واجهات مستخدم سطح المكتب.
أظهر تقرير أصدرته شركة ” Criteo” عام 2017 أن في ذلك الوقت كانت متاجر التجارة الإلكترونية التي توفر تطبيقات ناجحة تحقق معظم مبيعاتها عبر الجوال.
على مدار عام 2018 بات واضحًا جدًا أن زيارات المتاجر الإلكترونية عبر أجهزة سطح المكتب تتراجع مقارنة بالزيارات عبر الجوال.
تزايد دور الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية
حققت “أمازون” نجاحًا كبيرًا من خلال تبنيها تقنيات الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الماضية.
يمكن لتجار التجزئة الإلكترونية أن يستفيدوا أيضًا من أدوات الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الدردشة، لتوفير خدمة دعم العملاء واستراتيجيات التسويق القائم على الذكاء الاصطناعي.
من المتوقع أن يتم تطبيق المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي في شركة “أمازون” وغيرها من الشركات خلال 2019.
استمرار معركة “البقالة عبر الإنترنت”
– في عام 2017 قامت شركة “أمازون” بشراء سلسلة متاجر “وول فودز” مقابل 13.7 مليار دولار.
– بعد مرور عام تساءل كثيرون عما إذا كانت هذه الصفقة خطوة خاطئة من جانب “أمازون”.
– انخفض عدد أعضاء “أمازون برايم” الذين استخدموا الخدمة لشراء البقالة مرة واحدة على الأقل في الشهر بين عامي 2017 و2018.
– أظهرت دراسة أن الأسر التي استخدمت خدمة توصيل البقالة عبر الإنترنت من متجر بقالة قريب أنفقت نحو 200 دولار في الشهر.
– في حين أنفق المتسوقون من خدمة بقالة “أمازون” نحو 74 دولارًا في الشهر، مما كان أمرًا مخيبًا للآمال بالنسبة لشركة “أمازون”.
– من المتوقع استمرار هذه المعركة الخاصة بسوق البقالة عبر الإنترنت خلال 2019.
– بشكل عام يتزايد الإنفاق على البقالة عبر الإنترنت، إذ خلص تقرير صدر في منتصف عام 2018 إلى أن الطلبات عبر الإنترنت تمثل نحو 5.5% من إجمالي مبيعات الولايات المتحدة.
كيف تحد أمازون من التضخم؟
غيرت أمازون الطريقة التقليدية لتجارة التجزئة، وعملت بجد لتجاوز المنافسين، إذ تقل التكاليف العامة لشركة أمازون كثيرًا مقارنةً بسواها من متاجر التجزئة، لعدم وجود محلات تجارية لها، ما يمنحها ميزة التفوق على المنافسين بواسطة الأسعار وتحقيق هامش ربح أقل.
يقلق بعض مراقبي الاقتصاد من التأثير الانكماشي لأمازون في الاقتصاد، مثاليًا، يرافق انخفاض معدل البطالة ارتفاعًا في الأجور، ما يؤدي بدوره إلى تغذية التضخم نتيجة زيادة الطلب الكلي، هذا هو الأساس المنطقي لمنحنى فيليب، وهو ما غيرته أمازون أيضًا.
تحد المنافسة المرتفعة والأسعار المنخفضة من قدرة الشركات على تمرير أي زيادات في الأجور للمستهلكين، وقد تردد صدى هذه المخاوف إثر استحواذ أمازون على شركة هول فودز سنة 2017، وقدم رئيس الاحتياطي الفدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز ملاحظاته حول هذا الموضوع.
الوظائف في أمازون
بلغ عدد موظفي أمازون في نهاية ديسمبر 2019 -متضمنًا موظفي الدوام الكامل والجزئي- 750 ألف موظف حول العالم. ربما يبدو عددًا كبيرًا، إلا أنه يعد منخفضًا بالنسبة إلى تجار التجزئة، لأن أمازون ليس لديها وجود كبير في المحلات التجارية، ويتطلب المتجر التقليدي عددًا أكبر من الموظفين. مثلًا، توظف شركة وول مارت نحو 2.2 مليون شخص حول العالم.
مساعدة الشركات الصغيرة
لا تساعد البنية التحتية اللوجستية لأمازون على شحن المنتجات للمستهلكين في جميع أنحاء العالم فحسب، بل تساعد أيضًا مجموعة أخرى من الناس أو بالأحرى الشركات الصغيرة، إذ يساعد إدراج منتجاتهم على أمازون في زيادة وصول عملائهم، ويصبح التسليم بصورة أساسية صداعًا لدى بائعي أمازون.
قالت الشركة في بيان صحفي عام 2018: «تجاوزت مبيعات أكثر من 20 ألف شركة صغيرة ومتوسطة الحجم في جميع أنحاء العالم على أمازون مليون دولار سنة 2017».
هناك ايضا تاثير سلبي سوف نتحدث عنه في المقال القادم
Ref : Argaam
Ref : ibelieveinsci